الدب الروسي ..هل سيكون الحليف الاستراتيجي القادم للسودان ؟

تقرير :مزدلفة دكام
مواقف المعسكر الغربي وبعض دول الاقليم والجوار الداعم لمليشيا الدعم السريع المتمردة كانت واحدة من الاسباب التي دفعت الحكومة السودانية ان تتوجه الي المعسكر الشرقي الذي يضم تركيا وايران وروسيا وقطر وبرغم من التحذيرات التي اطلقها المعسكر الغربي خاصة ان دول الخليج اعترضت على منح قاعدة عسكرية لروسيا علي ساحل البحر الاحمر بدعا انها تهدد امنها القومي لكن بالمقابل يرى مراقبون كان من الاجدى ان يقفوا مع السودان بدلا من دعمها للمليشيا في حربها ضد الدولة والتي احرقت الاخضر واليابس ودمرت البنية التحتية مما جعل الحكومة السودانية اتجهت علاقاتها منحى جديد حيث اعقبت زيارة وزير الخارجية الروسي للسودان زيارة وفد سوداني رفيع المستوى الى روسيا يترأسه نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار ، وذلك للمشاركة في الدورة السابعة والعشرون لمنتدى سان بطرسبيرغ الاقتصادي الدولي، الذي بدا فب الخامس من الشهر الجاري
ويتضمن جدول اعمال الوفد خلال هذه الزيارة عدة لقاءات لأعضاء الوفد مع رصفائهم. وقال عقار ان الوفد سيلتقي خلال زيارته لجمهورية روسيا الفيدرالية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسيسلمه رسالة خطية من فخامة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان، بالاضافة الى أجندة اخرى سيتطرق اليها الاجتماع في اطار العلاقات الثنائية السودانية الروسية
في حديث سابق له كشف مساعد القائد العام الفريق اول ركن ياسر العطا عن توقيع عدد من الاتفاقيات بين السودان وروسيا والتي سيوقع عليها رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان مشيرا الي ان روسيا طلبت “نقطة تزود” على البحر الأحمر مقابل إمدادنا بالأسلحة والذخائر ودافع العطاء عن إعطاء قاعدة عسكرية لأي دولة على البحر الأحمر جمعتنا معها شراكات اقتصادية وقال العطاء خلال الحوار الذي أجرته معه قناة الحدث نعتذر للشعب السوداني عن أي تقصير ونتحمل ما يحدث بكل مسؤولية
البحث حليف استراتيجي
خبراء عسكريون ومحللون سياسين اتفقوا علي ضرورة تحالف السودان مع عدد من الدول خاص المعسكر الشرقي وذلك من اجل فتح مسارات جديدة في كافة مجالات خاصة الدعم اللوجستي ويري الخبير العسكري اللواء ركن عصام ميرغني في حديثه ل”الفضاء نيوز “ان السودان في ظل الظروف الحاليه التي يمر بها لابد له ان يبحث عن علاقة وحليف استراتيجي يمتاز بالقوة وقال ميرغني كان يجب علي الدولة منذ، اندلاع الحرب ان تتجه نحو روسيا والصين وايران وتركيا باعتبارها ان لها وزن دولي كبير وتحقق للسودان على خلفية ذلك الكثير من الفرص،الضائعة وقال ان السودان منذ،الاستقلال ربطته علاقات مع الاتحاد السوفيتي والولايات المتحده ثم الصين حتي ايران وتركيا في الحقب الحديثه، ولفت ميرغني الي ان فكرة انشأ علاقات مع روسيا ومنحها قاعده على ساحل البحر الأحمر خلال الأيام الاخيرة لحكومه الانقاذ، وشاهدنا وقتها زياره البشير لروسيا ،توقف هذا الأمر بعد ثوره ديسمبر “٢٠١٩ “ذلك من خلال ظهور أصوات تعارض،هذا الأمر ولا نستبعد التاثير الخارجي في وأد هذا الأمر باعتباره انه يتعارض،مع مصالح جهات خارجيه كانت لها تأثيرات على حكومه حمدوك وقتها ،ومن المعلوم في فقه العلاقات الدوليه والتحالفات ان كل طرف يبحث عن تحقيق مصالحه الوطنيه ومن هذا المنطلق من الواضح ان السودان قد حزم قراره في المضي في أمر علاقته مع روسيا والشاهد على ذلك الزيارات المتبادله بين الجانبين خاصه انو السودان كانت زيارته على مستويان رفيعه فقد تكررت زياره السيد مالك عقار نائب الرئيس وغيرها من الزيارات رفيعه المستوي ولكن اعتقد ان هناك مصالح لابد للسودان ان يعمل على تحقيقها خلال هذه العلاقات اهمها ان وجود قاعده روسيه في ساحل البحر الأحمر تفيد السودان كثير خلال تاثير ذلك على كل الدول التي لها اطماع في البحر الأحمر باعتبار هذه المنطقه ذات اهتمامات دوليه متعدده وقد يودي وجود القاعده الروسيه بعض الدول الي اعاده النظر في شكل علاقاتها مع السودان وهذه ايضا من المصالح خاصه الدول التي تدعم مليشيات الدعم السريع الان واشار الي ان السودان يستطيع ص٠ الاستفاده من الدعم الروسي في المحافل الدوليه سيكون له تأثير كبير في القرارات التي تصدر تجاه السودان دوليا بعتبار روسيا من دول الخمسه المعروفه، اما تاثير هذا الأمر علي الحرب الدايره اعتقد انه سيكون عالميا ربما مارست روسيا ضغوطا على الدول الداعمه لمليشي مما يجعلنا نتوقع تغيرات في مواقفها قريبا عموما الايام حبلى بالاكثير من المتغيرات الايجابيه في صالح السودان اذا احسنا اداره هذا الملف بما يحقق المصالح ويحفظ السياده الوطنيه ،اعتقد اننا نسير خطوط ممتازه في الاتجاه الصحيح على مستوى العلاقات الدوليه
ترتيبات وتفاهمات
ويقول المحلل السياسي مجدي عبدالقيوم كنب بان هذه ليست الزيارة الأولي لنائب عقار وبالتالي هذا مؤشر أن ثمة ترتيبات وتفاهمات بين البلدين تستوجب التشاور مع قيادتي البلدين لاتخاذ ما يلزم من قرارات وهذا يتضح من خلال تصريحات الفريق ياسر العطاء الأخيرة والتي بينت بوضوح أن المباحثات قطعت شوطا كبيرا ولم يتبقي إلا الإعلان الرسمي عن التوقيع على اتفاقيات في مختلف المجالات سيما العسكرية وقال كنب خلال حديثه ل”الفضاء نيوز “انه يمكن قراءة السيد عقار في هذا السياق
من بين ما رشح من تصريحات العطاء أن السودان بصدد توقيع اتفاق مع روسيا لمنحها نقطة تزود على البحر الأحمر وقطعا ستضع زيارة عقار النقاط على الحروف في هذا الصدد
ولفت الي انه من المؤكد أن الزيارة ستناقش تزويد روسيا للسودان بالسلاح وقطعا هذا سيكون له تاثيره الكبير على مسرح العمليات العسكرية وستمكن القوات المسلحة من أحداث اختراقات كبيرة في الميدان بالنظر إلى أن روسيا أحدي اكبر الدولة المصنعة والموردة للسلاح من ناحية ومن ناحية أخري تجربة روسيا في تاكتيكات حروب المليشيا من خلال تجربة فاغنر