السودان – الفضاء نيوز: مقالات الرأي : *الطاهر ساتي* يكتب –  *رأيت فيما يرى ..!!*

السودان – الفضاء نيوز:  مقالات الرأي :  *الطاهر ساتي* يكتب –   *رأيت فيما يرى ..!!*

السودان – الفضاء نيوز:

مقالات الرأي :

*الطاهر ساتي* يكتب –

*رأيت فيما يرى ..!!*

 

:: وفي الأثر، إذا رأى أحدكم حُلماً مُزعجاً ( كابوس)، فلينفث عن يساره ثلاثاً، ثم يستعذ بالله من الشيطان، ثم ينقلب على جنبه الآخر، ولا يُخبر به الناس .. وتقريراً عن التشكيل الوزاري المرتقب، بقلم زميلنا عبد الباقي الظافر، نشرته (الجزيرة نت)، يستدعي النفث يساراً ويميناً مائة مرة، والإستعاذة بالله من إبليس شخصياً، والتقلب على الجنبتين والظهر والبطن، ولانخبر به حتى أنفسنا..!!

 

:: على سبيل المثال، يقول التقرير: ( سيتقلد أحد جرحى العمليات العسكرية وأحد قادة مجموعة غاضبون، حقيبة وزارية).. وهنا يُحق لدرع كيكل حق التمرد ما لم تتم مكافأته بمقعد أيضاً، كذلك براؤون، وغيرها من القوات المعاونة للجيش.. بل حتى الفريق شيبة ضرار الداعم للجيش – بالكوراك – يجب أن يُكافأ بمقعد وزاري يتناسب مع ( كوراكه )..!!

 

:: ثم يقول التقرير : (ارتفعت حظوظ الشاب المسيحي القبطي جرجس روح الذي يعتبر أحد أبرز الوجوه التي شاركت طوعا في المعارك )، وهذا يعني أن المعايير المهنية لإختيار هذا الشاب – لشغل منصب وزاري – هو أنه مسيحي و قبطي و شارك طوعاً في المعارك.. ثلاثة معايير فقط، احتفى واكتفى بها التقرير، وكأنها تخصصات نادرة ..!!

 

:: ثم يقول : ( ينشط رئيس الوزراء في التواصل مع دائرة أوسع،مثل الفريق عبد الرحمن الصادق المهدي )..ممتاز، وهذا يعني أن الناس والبلد على موعد مع عودة جعفر الميرغني وأحمد بلال و عبد الله مسار وجلال الدقير وأحمد نهار وغيرهم من الذين عاصروا الإنقاذ و (عصروها)، يجب أن يعودوا صٌناعاً للقرار.. وليس عدلاً أن يعود مساعد البشير وحده ..!!

 

:: وفي الخارجية، تحتدم المنافسة بين المُكلّف عمر صديق و نائب وكيل الوزارة السفير إدريس فرج الله.. ومصدر قوة فرج الله – حسب التقرير – إتقانه ثلاث لغات مثل كامل الذي يجيد أربع لغات، وهذا ذم بما يشبه المدح.. فاللغة محض وسيلة للمعرفة، وليست معرفة في حد ذاتها.. فالمهم أن يكون المسؤول عارفاً بالمهام وقادراً على آدائها، وإن لم يكن كذلك فلن ينجح حتى لو كان يتقن كل لغات الكون، بما فيها لغة الطير ..!!

 

:: ويقول التقرير : ( إدريس يدرس ملفات شخصيات من شرق السودان لإسناد منصب وزير الصحة إلى أحدهم، وأبرزهم الدكتور أوشيك سيدي أبو عائشة، والبروفيسور محمد الأمين أحمد)..هذا تطور في شكل الإختيار وليس في المعايير و المفاهيم التي لاتزال متخلفة .. سابقاً كان نصيب الشرق النقل وصار النصيب الصحة.. بمعنى حتى لو أن الوزير الحالي – د. هيثم إبراهيم – فائزاً بجائزة نوبل، فيجب أن يذهب، لأنه ( ما هدندوي)..!!

 

:: و حسب التقرير، فكّر إدريس في تعيين نبيل أديب وزيراً للعدل، ثم تراجع بعد نصائح مقربين، بحيث أخبروه بأن نبيل (صراحته الزائدة)، و هذا مدح لنبيل بما يشبه الذم، أي كان يجب يكون معياراً للإختيار وليس للرفض ..فالكادر الصريح غير مرغوب في حكومة كامل، ويجب أن يكون منافقاً أو يبقى صامتاً ومطيعاً بلا نقاش.. !!

 

:: وهكذا كل التقرير، مُزعج، ويعكس بأن الجديد في الأمر القارورة و ليس الدواء الذي بداخلها .. وقد نفاه مكتب رئيس الوزراء بعد أن وصفه بتكهنات لا أساس لها من الصحة ..إن كان كذلك، فإن الاخ الظافر رأي كابوساً في المنام، وكان عليه أن ينفث على يساره و ينقلب على الجنب الآخر و يسكت ، بدلا من يلطمنا به ..!!