السودان – الفضاء نيوز – مقالات الرأى : *لا عودة للوراء…!* علي عسكوري

السودان – الفضاء نيوز – مقالات الرأى :
*لا عودة للوراء…!*
علي عسكوري
في خطابه بمناسبة الذكري الاولى لمعركة الكرامة قطع الرئيس برهان بلاءاته الثلاثة ان لا عودة للوراء… انتهي. تلك باختصار شديد هى رسالة الرئيس للجميع، يشمل ذلك فيما يشمل الجماعة التى اسمت نفسها ” تقدم”. ولا احد يدري الى أين تتقدم، الراجح انها تقدمت لحتفها وانتحرت سباسيا، ذلك هو المعني الوحيد لاسمها.
فما وقع في باريس من مهزلة سياسية مجلجلة كان كافيا لمن القي السمع وهو شهيد، ولكن – كنا هو معروف- فإن غيهب بئر الارتزاق لا قرار له.
الان لم يعد امام هذه المجموعة الا السير في طريق الارتزاق لتصل اسفل سافلين ولا ندري على وجه الدقة موقع (اسفل سافلين)..!
لا احد يدري باسم من تتحدث هذه المجموعة وهى مرفوضة تماما من السودانيين داخل السودان وخارجه، فباسم من تتحدث ومن ستحكم..!
هب ان الرئيس قال لهم عودوا وان مؤسسات الدولة لن تطالكم، فهل سيعودون يا تري..!
بتوقيعها مذكرة التفاهم مع المليشيا المجرمة حولت هذه المجموعة مشكلتها مع السلطة لتصبح مع المواطنين. لانها في واقع الحال اقرت بانها تناصر وتآزر المليشيا التى تقتل وتغتصب وتنهب المواطنين! لقد كان توقيع تلك المذكرة قاسمة الظهر لهم لانهم قطعوا الشك باليقين واكدوا انهم الجناح السياسي للمليشيا، وتبعا لذلك سيتعامل معهم الشعب كافراد من المليشيا بصرف النظر عن اى اجراءات قد تتخذها السلطات في حقهم.
الا ان اكثر ما يدعو للاستغراب في موقف المجموعة هو اعتقادها ان بالامكان العودة للوراء اى الى قبل ٢٥ اكتوبر! وكما يقول المثل ” الغرقان يمسك بقشة”. لا عودة الى كل ذلك كما اعلن الرئيس وكما يريد الشعب، وقد اراهم نفر قليل من الشعب السودانى بعض المناظر في باريس كما كتب الدكتور مزمل ابو القاسم في مقاله، وان كان ذلك في باريس وهم في حماية الشرطة الفرنسية فما بالك بموقف الجماهير في مدن السودان… تري هل يستطيعون العودة و القيام بواجب العزاء لاسرهم – دعك من الاخرين- في اقربائهم الذين قتلتهم المليشيا..!
لا عودة للوراء ببساطة تعنى ان الفوضي و ” الهردبيس” الذى تسببت فيه قحت فى ادارةالدولة لا مكان له من الاعراب وان الجميع عازم – بعد دحر المليشيا- على تأسيس سلطة منضبة بالقانون تؤسس لدولة جديدة تحمي البلاد من الاستهداف الخارجي والداخلى وتضع خدمة المواطنين على رأس اولوياتها.
وكما كتبت في مقال سابق فإن لاءات الرئيس احدثت نقلة نوعية في التوجهات التى ستعقب الحرب. ومن المعطيات المتاحة فإن ذلك يعنى ان ذلك سودانا خاليا من كلسترول قحت.
لكل ذلك لا افهم سعي بعض القوى السياسية للقاء ممثلين لتقدم وهى مجموعة يرفضها الشعب السوداني قاطبة. لماذا تلتقيهم بعض الاحزاب وتجتمع بهم كأنهم فاعلين في المشهد وهم ليسوا كذلك بعد ان طوى الشعب صفحتهم تماما.
وغنى عن القول لا يمكن لهذه الاحزاب ان تكون مع الجيش والمقاومة الشعبية وفي ذات الوقت تلتقي وتجتمع مع تقدم، فالشعب السودانى وتقدم خطين متوازيين لا يلتقيان مطلقا. ان كانت هذه الاحزاب جادة وصادقة في دعمها للقوات المسلحة والمقاومة الشعبية فعليها تجديد وضؤئها وقطع حبال وصلها بتقدم تماما، في غير ذلك يمكن القول انها تسعي لاعادة تسويق تقدم للشعب السودانى ممن خلال تفاهمات بئيسة او من خلال ما تسميه ” الحوار السوداني/ السودانى”. مثل هذا الحوار المزمع يجب الا يشمل تقدم اطلاقا وذلك لانها سبق وان رفضته في يونيو ٢٠٢٢ حين اجتمعت القوى السياسية في فندق السلام روتانا بحضور سيء الذكر فولكر و ممثلي الاتحاد الافريقي وغيرهم. تلى ذلك ان صرح بعض قادتها انهم لا يمكن ان يجتمعوا مع الفلول وعبروا عن فرحتهم بفشل الحوار.
اذن لماذا يجتهد البعض ويسعى لحوارهم وهم لا يمثلون احدا وقد رفضوه من قبل!
اعتقد ان بعض القوى السياسية لم تستوعب لاءات الرئيس وان المامها بموقف الشعب من تقدم يحتاج الى اعادة تقييم جذرية.
لا عودة للوراء تعنى ببساطة ان لا عودة لما حدث من قبل وان ما حدث ذهب مع الريح وان على القوى السياسية البحث عن افكار جديدة واطروحات مختلفة تستوعب التغيرات التى احدثتها الحرب.
ختاما فكل من يقف في ١١ ابريل ٢٠١٩، او اكتوبر ٢٠٢١، او ١٥ ابريل ٢٠٢٣ ، سينتهي قحاتيا لا محالة..!
تحسسوا موقع اقدامكم فلا عودة للوراء..!